جريدة عالم السياحة والاقتصاد، تهتم بصناعة السياحة باطيافها ، الشؤون الاقتصادية والبيئة والسياحة الدينية والمغامرة والسفر والطيران والضيافة

قطر – الزوبعة التي ابتلعها إعصار الإنجاز- بقلم معالي د. نضال القطامين

466

عالم السياحة:مقالات

تفتتح خلال ساعات بطولة كأس العالم في كرة القدم في قطر وسط ترحيب عالمي وعربي بالمنجز الحضاري المبين.

لا يأبه العروبيون والمسلمون هناك، بالزوابع التي تثار في قعر فنجان حقير. تقترب البطولة من الإفتتاح وقد بذلت قطر كل أدوات النجاح لها.

مقبول من محرر في صحيفة أن يكتب في صحيفته عن تجاوز في حوادث فردية أو عن ظروف غير مناسبة لعمّال المنشآت الرياضية، مقبول أي حديث في سياق النقد العام، لكن غير المقبول أبداً، هو ذاك الإنحدار الأخلاقي والسياسي الذي غلّفت به أوروبا حقدها العنصري القديم تجاه دولة عربية إسلامية شرق أوسطية حظيت بتنظيم التظاهرة الرياضية العالمية.

ليست الرياضة حكراً على أحد. إن اهم قوانينها يدعو للمساواة والعدل، فلماذا تمتعض النخب السياسية والرياضية من براعة وتفوّق وإتقان وإجادة فاقت كل آمال المراقبين؟

على بعض الأصوات القميئة القليلة في القارة العجوز الصمت والتصفيق للمنجز العربي القطري، عليها الخروج من عباءة تصنيف الشعوب وفرزها وفقا للعرق.

على قادة الإعلام والصحف والتلفزة، الحذر من إقتراب هذه الأصوات النشاز من الوصف العنصري لتلك التصريحات البغيضة، وعلينا واجب دعم الأشقاء في قطر وقد نهضوا بهذا الإعداد والتنظيم الإستثنائي، وعلّموا أحفاد الكراهية، ومقاولي التمييز، وحواضن العنصرية، أن العرب هم أصل الحضارات ومنبتها، وهم أهل الفروسية والميادين، لا يعجزهم أبدا أن يكونوا دوما طلائع المبدعين وقادتهم، وأن بضاعة التفوّق الكاسدة لن تكون عقبة إذا ما أطلقت قدراتهم المكبّلة دوما بتعقيدات التخلف والقمع.

ستكون بطولة كأس العالم استثنائية في قطر. سيروبون شرابها بنكهات النخوة والفزعة والكرم والشجاعة، وسيذكر التاريخ أن قطر أعلت في هذا المحفل الرياضي العالمي من قيم الحضارة العربية الإسلامية، وأعادتها للواجهة، ولبست ثوبها العروبي بمقاييس العالمية الإحترافية، في أسماء الملاعب وفي منع الخمور وخشوع أوقات الآذان ومنع الدعوة للشذوذ الجنسي ووجود الاحاديث النبويه في كل ركن، وأن كأس العالم سيكون منصة تظهر وجه الإسلام الوسطي المعتدل الجميل، وأنها تبعث هذه الرسائل كاملة البهاء لتقول أن هذه الدولة العربية الإسلامية، لن تغيّر جلد ثقافتها الأصيلة، وسيكون اسمها حتما في سجل الإنجاز جنبا إلى جنب مع دول كبيرة الجغرافيا والموارد وان هذه الفعاليه لها ما بعدها.
شكرا قطر كلنا قطر….